//كود حقوق النشر

نـــظــريــة الحــافــز في التعلم لـ كلارك هل

نـــظــريــة الحــافــز في التعليم والتعلم لـ كلارك هل

نـــظــريــة الحــافــز في التعليم والتعلم لـ كلارك هل، مفاهيم نظرية الحافز في التعلم، قوة العادة، الباعث، جهد الاستجابة، قوة العادة المعممة، جهد الكف المجمع،

نـــظــريــة الحــافــز في التعليم والتعلم لـ كلارك هل

التعريف بالنظرية
تعرف هذه النظرية بأسماء أخرى مثل نظرية الدافع "Drive theory" أو نظرية هل في السلوك النظامي " Hull's Systematic behavior theory" أو ترابطية هل السلوكية " Hull's Connectionism " وإلى غير ذلك من الأسماء الأخرى، وتصف هذه النظرية ضمن النظريات السلوكية التي تؤكد مبدأ الارتباط بين مثير واستجابة ومثير تعزيزي (مثير _ استجابة _ تعزيز).
وهي أيضا من النظريات الوظيفية التي ترى أن للسلوك وظيفية معينة. وهي تنظر إلى التعلم على أنه العملية التي من خلالها ترتبط استجابات بمثيرات معينة، و أن مثل هذا التعلم يحدث على نحو تدريجي بحيث تزداد الارتباطات قوة بالمران والتدريب مع وجود التعزيزأو المكافأة.
طور هذه النظرية عالم النفس الأمريكي كلارك هل ( Clark L. Hull: 1884- 1952) بحيث سادت أفكارها في مجال التعلم خلال الخمسينات والستينات من القرن الماضي، وتعد نظرية هل سلوكية وميكانيكية بالوقت نفسه ،"Behavioristic & Mechanistic"  يتمحور اهتمامها حول مفهوم العادة "Habit" وقد جاءت نتائجها من تجارب الأشراط الكلاسيكي على الحيوانات) Hilgard &  ،(Bower, 1981 وفيها انصب اهتمام هل بالإجابة عن الأسئلة المتعلقة بأسباب تعلم الكائن الحي لبعض السلوكات والكيفية التي من خلالها يتم تعلم مثل هذه السلوكات؟ لذلك فقد اهتم بمسألة (لماذا وكيف) يتم تعلم الاستجابات، أو ما يطلق عليها اسم العادات.(زغلول ، 2010 ، 127)
السيرة لذاتية كلارك ليونارد هل : Clark Leonard Hull)
عاش في الفترة من 1884 إلى 1952) هو عالم نفسي أمريكي واسع التأثير سعى لشرح التعلم والدوافع من خلال قوانين السلوك العلمية. ويعرف هل بمناظراته مع إدوارد سي تولمان (Edward C. Tolman). ويعرف أيضًا بعمله في نظرية الدافع.
قضى هل الجزء الأكبر من حياته المهنية في جامعة ييل حيث وظَّفه الرئيس والعالم النفسي السابق جيمس رولاند آنجل (James Rowland Angell). 
ولقد أجرى أبحاث تظهر أن نظرياته يمكنها التنبؤ بالسلوك. ومن أبرز أعماله النظرية الاستدلالية الرياضية في التعلم بالاستظهار(1940)، وكذلك مبادئ السلوك (Principles of Behavior) (عام 1943) والتي قام عليها تحليله للتعلم والإشراط لدى الحيوانات حيث كانت تمثل نظرية التعلم السائدة في وقتها.
عبر هل عن نموذجه بمفردات حيوية: تعاني الكائنات من الحرمان ويؤدي هذا الحرمان لظهور الحاجات؛ ثم تعمل الحاجات على تنشيط الدوافع وتعمل الدوافع بدورها على تنشيط السلوك؛ والسلوك هو هدف موجه؛ وتحقيق الهدف يمثل قيمة البقاء.(مرجع إلكتروني) ويكيبيديا
منهجية هل : Hull’s Methodolgy
لقد اعتمد هل في دراسة التعلم على منهجية مغايرة لما كان سائدا عند ممن سبقوه أو معاصريه من علماء النفس، وتعرف هذه المنهجية باسم طريقة الفرضية القياسية أو الاستنباطية "Hypothetico deductive method" وفيها يستخدم المنطق والقياس الرياضي في دراسة ،الظواهر السلوكية مستفيدا في ذلك من اهتماماته الأولى في مجال الهندسة.
                                                                              (زغلول ،2010، 129).
مفاهيم النظرية
قوة العادة :(Habit Strength) (H  )
إن الوحدة السلوكية الأساسية عند هل هي قوة العادة ، وهي مكون يمثل رابطة دائمة نسبيا بين المستقبل والمؤثر في الجهاز العصبي ، والعادة هي دالة عدد مرات التعزيز.
الحافز (D)(Drive)
إن الحاجات البيولوجية هي الأساس لجميع أنواع الحوافز ، وفق ما تقول به نظرية هل ، والحوافز الأولية الرئيسية هي الجوع والعطش ، وتنظيم درجة حرارة الهواء . ولذا تقوم المستقبلات الداخلية الإحساس بحالات الحرمان هذه ، وتقوم بتنشيط السلوك ولذلك فإن المكون الحافز الحقيقي للدافع هو المثير الحافز.ولا بد أن تكون الاستجابات ملائمة فعل سبيل المثال المثير وجود  الجوع ولتعزيز الاستجابة الطعام ، أما غير الملائم المثير الشعور بالعطش ولتعزيز الاستجابة الطعام.
الحوافز الثانوية (Secondary Drives)
يمكن للمثيرات أن تكتسب خواص الحوافز. فالمثير الذي يتزامنن مع الألم، على سبيل المثال يمكن أن يثير الخوف في المناسبات التالية، ومثير الخوف الناجم عن ذلك يمكنه أن يدفع السلوك.
الباعث (K)(Incentive)
 الباعث هو أحد المفاهيم الدافعية القائمة على كمية التعزيز (التدعيم) الواصل، وقد افترض هل أن كمية التعزيز (التدعيم) لا تؤثر على قوة العادة، ولكنها تؤثر على الأداء عن طريق تغير مستوى الدافعية لدى الكائن الحي.
دينامية شدة المثير(V)(Stimulus-Intensity Dynamism)
يرتبط هذا المكون بكثافة المثيرات في الموقف الإشراطي، فالمثير الخارجي القوي يستثير استجابة قوية، وكما هي الحال للباعث  فإن هذا الأثر غير ارتباطي ، ولا يؤثر على قوة العادة.
جهد الاستجابة (E)(Reaction Potential)
في أعقاب مدخلات عمليات الإشراط السابقة المختلفة فإن الأداء يتم حصوله تمثلا في مكون جهد الاستجابة، وقد افترض هل أن جهد الاستجابة ينجم عن الارتباطات المضاعفة لقوة العادة، والحافز والباعث وشدة المثير ويعبر عن ذلك بالمعادلة التالية: 
جهد الاستجابة = قوة العادة x الحافز x الباعث x دينامية شدة المثير وجهد الاستجابة نفسه مرتبط بأربعة مقاييس للأداء: احتمالات الاستجابة وكمونها وسعتها أو مدادها ومقاومتها للانطفاء.
قوة العادة المعممة (H)(Generalized Habit Strength)
إن رد الفعل (او الاستجابة) المتضمنة في الإشراط الأصلي تصبح مرتبطة بمنطقة كبيرة من مناطق المثيرات غير تلك المثيرات  المتضمنة عادة الإشراط الأصلي وهذه العادات المعممة تساهم في جهد الاستجابة.
جهد الكف اﻟﻤﺠمع(المتجمع) (I)(Aggregate Inhibitory Potential)
يمثل الكف السلبي للأعمال المتضمنة في أداء استجابة ما ، وبصورة نوعية فإن الاستجابة تحدث حال حفز سلبية يطلق عليها اسم الكف الاستجابي وهي  الحال التي تحفز الكائن الحي على التوقف عن الاستجابة وعندما يتم توقف النشاط الاستجابي فإنه يحصل تخفيض في الكف الاستجابي وهكذا فإن عدم الاستجابة يتعزز (يتدعم) ويتطور حتى يصبح عادة وهذه العادة تسمى الكف المشروط ويتحدد كل من الكف المشروط والكف الاستجابي ويكونان جهد الكف المجمع.
التذبذب السلوكي (O)(Behavioral oscillation)
وحتى بعد أن تثبت قوة جهد الاستجابة فإن كلا من سعة الاستجابة وكمونها يتذبذب من تجربة لأخرى وهذا المكون يفسر لنا التذبذب العشوائي في السلوك.
عتبة رد الفعل (L)(Reaction Threshold)
لكي تحدث الاستجابة لابد من توفر أدنى من الجهد الاستجابي.
التعزيز الأولي (Primary Reinforcement)
يحدث التعزيز (التدعيم) عند تخفيض المثير الحافز ، وقوة العادة لا تحدث إلا عندما يتم تخفيض الحافز.
التعزيز(التدعيم)الثانوي (Secondary Reinforcement)
إذا ما تم تزامل المثير مع التعزيز (التدعيم ) الأولي فإن المثير قد يكتسب خواص التعزيز (التدعيم ) وبنوع خاص فإنه يمكن للمثير عن طريق الإشراط أن يستدعي جزءا من مكون الاستجابة للهدف وهذا الجزء المتوقع من استجابة الهدف هو ما يشار إليه على أن التعزيز الثانوي وللمثير خواص إلى حد إثارته لهذه الاستجابة .
                                           ( ترجمة : حجاج  ، علي حسين ، 1986، 73-75).

الافتراضات الرئيسية في نظرية هل :Basic Hypothesis
صاغ هل العديد من الافتراضات حول التعلم والتي تعكس وجهة نظره في هذا الشأن، وقد توصل إلى مثل هذه الافتراضات من خلال منهجيته الصارمة في البحث التجريبي وطريقته التي تعتمد على القياس المنطقي الاستنباطي. وتتمثل هذه الافتراضات بالآتي:-

أولا: ينطوي التعلم على تشكيل عادات "Habits"
يمثل مفهوم العادة رابطة مستقرة نسبيا بين مثير واستجابة، فالتعلم عند هل يقوم على أساس اقتران المثير والاستجابة بوجود التعزيز أو المكافأة، ويرى أن مثل هذا الاقتران بين المثير والاستجابة يزداد قوة على نحو تدريجي بعدد مرات التعزيز أو التدعيم.

ثانيا: تأخير التعزيز يضعف قوة العادة.
إذا تشكلت عادة (رابطة بين مثير واستجابة) بوجود تعزيز معين، فإن قوة مثل هذه العادة تضعف إذا تم تنفيذ الاستجابة وتأخر ظهور التعزيز.

ثالثا: تضعف قوة العادة بازدياد الفاصل الزمني بين تقديم المثير الشرطي والمثير غير الشرطي.
يرى هل أن قوة العادة في حالة الأشراط الكلاسيكي تتناقص بسبب وجود فاصل زمني بين ظهور المثير الشرطي والمثير غير الشرطي، وقد أطلق على هذا الانحراف الزمني اسم اللاتزامن بين المثير والاستجابة، وحتى تكون العادة مرتبطة ارتباطا وثيقا بخفض الحاجة يفترض أن لا يكون الفاصل الزمني طويلا، ويرى هل أن اللاتزامن الأمثل بين المثير والاستجابة ذلك الذي لا يتجاوز 1/2 ثانية.

رابعا: ينعكس أثر حجم التعزيز في دافعية الباعث.
افترض هل في كتابه الذي نشره عام ( ١٩٤٣ ) أن حجم التعزيز هو مظهر من مظاهر التعزيز بحيث كلما كان حجمه أكبر كان تخفيف الدافع أكبر، مما يتسبب عن ذلك زيادة أكبر في قوة العادة، إلا أن مثل هذا الافتراض لم تثبت صحته، إذ أشارت نتائج التجارب أن حجم التعزيز ينتج عن تغيرات سريعة في الأداء أو العمل، لذلك فإن مقدار التعزيز يؤثر في مستوى الباعث وليس في قوة العادة، ويشير الباعث إلى أثر المثير الحافز الذي يقدم من أجل القيام باستجابة.

خامسا: عدد مرات التعزيز يقوي العادة على نحو متناقص.
من المعروف أن قوة العادة تعتمد إلى درجة كبيرة على عدد مرات التعزيز حيث أن كل تعزيز اضافي يشتمل على تخفيف في شدة المثير الباعث. وعليه فإن كل استجابة معززه تساهم على نحو أقل من الاستجابة السابقة في قوة العادة. وبلغه أخرى، فإن أثر التعزيز في قوة العادة يتناقص على نحو تدريجي مع عدد مرات التعزيز، بحيث أن مرات التعزيز الأولى تسهم على نحو أكبر في قوة العادة مقارنة مع المرات المتلاحقة ، وتبقى قوة العادة في تزايد إلى حد معين بحيث لا تضيف أي استجابات أخرى معززة أية زيادة إلى قوتها.

سادسا: تتمثل آثار التعزيز في خفض الحافز (الباعث).
خلافا لم افترضه العديد من علماء النفس من حيث أن التعزيز بحد ذاته يشكل دافعا للقيام بسلوك ما ، نجد أن هل يفترض أن دور التعزيز يتوقف على قدرته على خفض الباعث أو الدافع، فهو يرى أن المعززات ترتبط دائما بدوافع نوعية عند الحيوان والإنسان، إذ أن الأحداث التي تعزز هي تلك التي تختزل الحاجات البيولوجية لأنها الأساس لجميع أنواع الدوافع، وعليه فإن الكائن الحي يميل إلى تعلم السلوكيات التكيفية التي تساعده على خفض الحاجات.

سابعا: من خلال الأشراط الكلاسيكي يمكن للمثيرات المحايدة أن تصبح مثيرات تعزيزية
يرى هل أن بالإمكان أن تصبح المثيرات المحايدة مثيرات تعزيزية ثانوية من خلال اقترانها بالمثيرات التعزيزية الأولية كالطعام والشراب والحاجات البيولوجية الأخرى، ومثل هذه المثيرات يمكن أن تؤثر في السلوك في المواقف المختلفة، وهذا يتضمن ضرورة أن تقترن هذه المثيرات بمثيرات أولية لها القدرة على خفض الحافز (الباعث).

فالمثيرات التعزيزية الأولية بطبيعتها تقوم بوظيفتها لأنها تعلم كبواعث تثير الدوافع وتعمل على اشباعها، لذلك فالعملية التي يصبح من خلالها المثير المحايد معززا ثانويا تتوقف على اقترانه بمثير طبيعي، أو باعث يرتبط بإشباع دافع أو حاجة.

ثامنا: يمكن تعميم العادات إلى مثيرات جديدة غير تلك المتضمنة في الأشراط الأصلي 
ينطوي مفهوم السلوك التكيفي على المرونة في الاستجابة إلى المواقف المختلفة، فإذا ما تعلم فرد ما سلوكا معينا في موقف معين، فإنه من الممكن لهذا الفرد استخدام مثل هذا السلوك في مواقف أخرى مشابهة، وهذا بالطبع يشير إلى مفهوم تعميم التعلم. افترض هل وجود ثلاثة أنواع من التعميم وهي:-

أ- تعميم المثير: ويقصد بذلك أن الاستجابة التي ارتبطت بمثير معين أثناء عمليات الأشراط يمكن أن تعمم إلى مثيرات أخرى تترافق أو تتجاور مع ذلك المثير.

ب- تعميم الاستجابة: ويقصد به أن المثير الذي ارتبط باستجابة معززة أثناء عمليات الاشراط يمكن أن يرتبط بمجموعة استجابات أخرى، غير تلك المتضمنة بعملية التعزيز.

ج- تعميم المثير والاستجابة: ويحدث هذا النوع عندما ترتبط مثيرات غير متضمنة بعملية الاشراط أو التعزيز الأصلي باستجابات أو ردات فعل هي أيضا غير متضمنة في التعزيز، ولكنها تقع ضمن منطقة متعلقة به.

تاسعا: تنشط السلوكات المتعددة بفعل الدوافع.
يرى هل أن الدوافع تعمل على إثارة السلوك وتنشيطه لأن الدافع يعكس الحاجة الكلية لدى العضوية.
يرتبط كل دافع بحالة بيولوجية محددة تترافق بتغيرات فسيولوجية معينة وتتطلب خفضا من نوع خاص، فعلى سبيل المثال الجوع يرتبط بنقص كمية السكر في الدم بسبب الحرمان من الطعام لفترة ما، وبذلك فإن خفض مثل هذه الحاجة يتطلب تناول الطعام.

فالحاجات الفسيولوجية تتحول إلى حالة حافز (دافع) عندما تصبح ملحة ويتولد عن ذلك استجابة أو سلوك غالبا ما يوجه نحو المثير الباعث الذي يخفض مثل هذا الدافع، ويمثل المثير الباعث المعزز أو المدعم الذي يعمل على خفض الدافع.

واعتمادا على ذلك، فإن المكافئة أو التعزيز التي تصلح لتقوية عاده معينة قد لا تصلح لتدعيم أخرى، والحوافز تعمل على خفض دافع معين (كالجوع مثلا) قد لا تنفع لخفض دافع آخر مثل العطش.(زغلول 2010 ، 127-133) بتصرف


⚠ الملكية الفكرية محفوظة للكاتب المذكور
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-