طبيعة عمليات التعلم الإنساني في ضوء النظرية الاتصالية
افتراضات النظرية الاتصالية:
- عدم قدرة المتعلم بمفرده على معالجة جميع المعارف التي يحتاجها, وعدم قدرته على تكوين المعنى لكل هذه المعارف؛ ولهذا يعتمد على أفراد آخرين في القيام بجزء من هذه المهمة, فضلاً عن الاعتماد على بعض الأدوات غير البشرية مثل قواعد البيانات التي تقوم بجزء آخر من مهمات معالجة وتكوين المعنى للمعرفة. ولهذا فإن النظرية الاتصالية للتعلم توضح أن جزء هام من عملية التعلم ( وجوهرها تكوين المعنى ) يحدث خارج المتعلم وبذلك تختلف النظرية الاتصالية للتعلم مع النظريات السلوكية والمعرفية والبنائية التي تفترض أن التعلم بأكمله عملية تتم داخل المتعلم. ويمكن التعبير عن ذلك بمقولة بسيطة ولكنها معبرة " إني أخزن معرفتي لدى أصدقائي" (Siemens, 2004a).
- يحتاج المتعلم إلى معرفة حديثة وهو مجبر على ذلك وليس مخير؛ نظراً لأن المعرفة في العصر الراهن تتحدث باستمرار وما يصلح اليوم من المعرفة ربما لا يصلح بعد فترة وجيزة جداً. وبذلك فإن تحديث المعرفة هو الآخر يمثل جزء حيوي من عملية التعلم. ولكي يحدث المتعلم معرفته باستمرار ينبغي أن يكون المتعلم على اتصال دائم بشبكات متنوعة.
- التعلم – على اعتبار أنه عملية تلقائية التنظيم self-organized - تتطلب انفتاح معلوماتي بمعنى أنه يكون هناك تدفق حر للمعلومات, وأن تكون هناك روابط وثيقة بين مصادر المعلومات المختلفة, وهذا لن يتحقق إلا من خلال مشاركة المتعلم في شبكات التعلم (Siemens, 2004a).
- في ضوء الاتجاهات الحديثة التي تعتبر أن التعلم يتضمن إنتاج المعرفة, يقوم المتعلم بالمساهمة في إنتاج المعرفة, ويساعده اتصاله بالشبكات في مهمة إنتاج ومشاركة sharing المعرفة.
- يتضمن التعلم تعامل المتعلم مع كم كبير من المعلومات (نظراً للانفجار المعرفي الراهن)؛ وهو ما يترتب عليه أن تكون مهارات التقويم السريع للمعلومات بمثابة جزء لا يتجزأ من عملية التعلم. كما يحتاج المتعلم إلى القدرة على تركيب المعلومات والتعرف إلى الروابط بين المعلومات المختلفة. وبالتالي؛ تضع النظرية الاتصالية الاهتمام علي أهمية تعليم الطلاب كيفية البحث عن المعلومات، وترشيحها، وتحليلها وتركيبها بغية اكتساب المعرفة.
- التعلم عملية تحدث في بيئات غير واضحة المعالم تتبدل عناصرها المحورية باستمرار, وهي عملية ليست تحت سيطرة المتعلم الفرد بالكامل. كما يتسم التعلم – في ضوء النظرية الاتصالية –بعدم الترتيب messy والشواش chaotic, والتعاونية collaborative, والاجتماعية social,, والارتباط بين التعلم وبين الأنشطة والاهتمامات الأخرى لدى الفرد.
- يعد تحليل الشبكات الاجتماعية بمثابة أداة هامة لتقويم فاعلية التعلم في إطار النظرية الاتصالية.
- يتم توزيع المعرفة عبر شبكة من الاتصالات connections؛ ومن ثم فإن التعلم يتضمن القدرة على بناء هذه الشبكات والتعامل معها.
- يُنظر إلى التعلم علي أنه العملية التي يلعب فيها التبادل الغير رسمي للمعلومات، والمنظم من خلال الشبكات، والمدعم بالأدوات الإليكترونية دوراً أكثر أهمية من ذي قبل. وفي إطار هذه النظرية، يصبح التعلم بمثابة عملية مستمرة، ويتم اعتباره نظام من الأنشطة الشبكية التي تمتد مدي الحياة.
- التعلم ليس مجرد نشاط للعقل الإنساني فحسب بل إن جزء منه يقع خارج عقل المتعلم. وفي هذا الصدد يمكن أن يُنظر إلى التعلم في ضوء النظرية الاتصالية على أنه بناء شبكي يشمل عمليات داخل المتعلم وعمليات خارج المتعلم.
جدول (1): مقارنة بين النظريات السلوكية والمعرفية والبنائية والاتصالية
بعد المقارنة |
السلوكية |
المعرفية |
البنائية |
الاتصالية |
نموذج التعلم |
الصندوق الأسود |
النموذج الحاسوبي |
نموذج البناء (تكوين أو بناء المعنى). |
نموذج الشبكات والاتصالات |
مكمن التعلم |
يظهر من خلال السلوك |
يعالج في عقل المتعلم |
يتم بناءه داخل عقل المتعلم |
موزع في أنواع متعددة من الشبكات |
أبرز العوامل المؤثرة في التعلم |
طبيعة المثيرات والتعزيز والعقاب |
الصور العقلية التي لدى المتعلم, والخبرات السابقة |
انخراط المتعلم, ومشاركته, والعوامل الاجتماعية
والثقافية |
تنوع شبكات التعلم, وقوة الارتباط بشبكات التعلم. |
دور الذاكرة |
الخبرات المكررة عدة مرات |
ترميز وتخزين واسترجاع المعلومات |
إعادة دمج المعرفة السابقة مع المعرفة المتوافرة في
سياق التعلم |
يوجد جزء هام من الذاكرة في شبكات التعلم. |
كيفية انتقال أثر التعلم |
المثير والاستجابة |
مضاعفة البنى المعرفية للمتعلم |
التطبيع والتنشئة الاجتماعية |
الاتصال بنقاط الالتقاء في شبكات التعلم, وتنمية شبكة
التعلم. |
أفضل أنواع التعلم الذي تفسره النظرية |
التعلم القائم على المهمة |
- الاستدلال - التعلم ذي الأهداف الواضحة. - حل المشكلات |
- التعلم الاجتماعي - التعلم الغير محدد جيداً. Ill-defined |
التعلم
المعقد والسريع التغير, والمعتمد على مصادر معرفية متنوعة. |
مقتبس بتصرف من: (Hamburg, Engert, & Petschenka, 2007) و Siemens, 2008a))